ينتهج هوكنز نهجًا جديدًا وجذريًّا للدماغ، وتترتب على هذا النهج تداعيات كبيرة. إن فكرة هوكنز التي يطلق عليها «نظرية الألف دماغ للذكاء» تقول: إن الدماغ منظم في الآلاف والآلاف من وحدات الحوسبة الفردية، والتي تسمى «الأعمدة القشرية». تعالج جميع هذه الأعمدة المعلومات من العالم الخارجي بالأسلوب نفسه، ويبني كل منها نموذجًا كاملًا للعالم. ولكن نظرًا إلى أن كل عمود له وصلات مختلفة ببقية الجسم، فلكل منها إطار مرجعي فريد. يُصدر الدماغ كل تلك النماذج من خلال إجراء تصويت. وبالتالي، فإن الوظيفة الأساسية للدماغ ليست بناء فكرة واحدة، ولكن إدارة آلاف الأفكار الفردية في كل لحظة. مع هذا الإطار القوي الجديد، يستطيع هوكنز إعادة تقييم بعض أكثر مشاكل علم الأعصاب صعوبة، مثل: لماذا يجب أن يكون الألم مؤلمًا ليكون مفيدًا؟ وكيف يمكننا أن نفهم أن منظورنا لشيء ما يتغير أثناء تحركنا حوله؟ ولماذا يمكننا ذلك؟ الإنسان واعٍ، لكن الأجزاء الفردية من أجسامنا ليست كذلك.