لمْ تستمعِ الزرافةُ الصغيرةُ لتنبيهاتِ أمِّها، ولمْ تحذرْ منْ خطرِ الإنسانِ. وصارتْ تحلمُ بالعيشِ في المدينةِ، بدلًا من السهول الواسعة، هربًا منَ العطشِ والجوعِ في فصلِ الحرِّ، وخوفًا منَ الحيواناتِ المفترسةِ أيضًا. وذاتَ يومٍ، تغلبَ حلمُ الزرافةِ على مخاوفِها؛ وبدلَ أنْ تهربَ، استسلمتْ للأشخاصِ الذينَ نقلوها إلى حديقةِ الحيوانِ. عاشتْ سنواتٍ سعيدةً في الحديقةِ، إلى أن انتبهتْ يومًا أنها محتجَزةٌ داخلَ القفصِ، وخلفَ السياجِ. وأدركتْ أنَّ الحريةَ أغلى وأثمنُ منَ الطعامِ والشرابِ والسريرِ المريحِ. صارتْ تحلمُ بالعودةِ إلى بيتِها وأمِّها وعائلتِها؟ فهلْ يتحققُ لها هذا؟ أو أنَّ الأوانَ قدْ فاتَ؟