لماذا يتملّقُ الإنسانُ إنسانًا آخرَ مثلَه؟ يدوسُ مبادئه من أجله، بل يُحاربُ القريبَ والبعيدَ من أجل رضاه؛ لكي يتقربَ -لا إلى لله- بل إليه زلفى، والأعجبُ أنّ هؤلاء في نهاية المطاف يُمسي الواحدُ منهم مُفلسًا من دنياه وآخرته. هؤلاء والله هم أشقى البشر. لعلّ الله لسوء سريرتهم أوكلهم إلى مَن هو أسوأ منهم. لا يقبلُ منهم عذرًا ويلتمسون له الأعذارَ. يُذِلُّهم سيدهم فينجذبوا إليه، ويدفعهم فيتقربوا إليه، مع عِلمهم بفسادِه واحتمال سرعة انقلابه عليهم.