كبُرتِ الفتاةُ الصغيرةُ زيتونةُ في قرْيتِها البعيدَةِ، فأحبَّتْ طبيعتَها ونباتاتِها، وألِفتْ حيواناتِها. وتعلَّمتْ أنَّ في الأعْشابِ ولِحاءِ الأشْجارِ وأوراقِها عِلاجٌ للأمْراضِ. ذاتَ يومٍ، أخبرتْها جدَّتُها أنَّ الأعْشابَ والنَّباتاتِ -ومنها عُشبَةُ الطرْخونِ- ما عادَتْ تنْمو في الجِبالِ، واقترحتْ عليْها جدَّتُها مغادرةَ الجبالِ قائلةً: «الجبلُ ليس جبلًا مِن دونِ الطرْخونِ، وحساءُ الكِشكِ لا يؤكلُ مِن دونِ الطرْخونِ، فلنتْرُكِ القريَةَ ولنغادِرْ». لكن زيتونةَ رفضتِ المُغادرَةَ، ووضعتْ خُطَّةً بالتَّعاونِ مع أصْدقِائها؛ الجدْيِ جرس، والإوزَّةِ إوزة، والقطِّ تراب، والدَّجاجةِ صينيَّة؛ كيْ يتعاوَنوا منْ أجلِ البحْثِ عنْ عُشْبةِ الطرْخونِ… فهلْ سيجِدونَها يا تُرى؟!