هل يستطيع الحدث الاعتيادي أن يكون موضوعاً للدهشة؟ ومن ثَمَّ؛ فهل نستطيع كتابة رواية ممّا يبدو عاديّاً ومألوفاً ويحدث كلَّ يوم، لكل الناس تقريباً؟ يجيبنا غونزالو تافاريس في روايته "ماتيو خسر وظيفته"، ليس عبر حدث واحد، وإنّما سلسلةٌ من الأحداث التي لفرطِ تباعدها تتّصل، ولشدّة اعتياديّتها تبلغ درجة عالية من الإدهاش. يطوّفُ الروائي البرتغالي بأحداث نصّه في مدار متماسك ومتّصل من خلال شخصيّات عدة، تقود القارئ إلى القَصد المنشود "ماتيو" الذي تقدّم ليجريَ مقابلة وظيفية شاهدَ إعلانَها في إحدى الصحف. تكمن المفاجأة في أنّ السيّدة -صاحبة الوظيفة- لها منظرٌ غيرُ مألوف؛ إذ كانت بلا ذراعَين، وعملُه يقتضي أن يقوم مقامهما.