السعادة، والطمأنينة، والسكينة، وراحة البال؛ غايات سامية ينشدها الناس في هذهالحياة التي امتلأت ضجيجا وصخباً، وأصبح الحزن، والخوف، والقلق؛ من علامات شقاءالإنسان فيها، حتى أطلق العلماء، والمفكرون، والأطباء على الكآبة وصف داء العصر الذيفتك بالمجتمعات، وأصابها بالتفكك والانهيار، وتزاحم الناس على المصحات والمشافييشكون الهشاشة النفسية! وفي هذا الكتاب نسلط الضوء على أبرز الضغوطات النفسيةالتي تعكر صفو حياة الإنسان في هذا العصر، وتقلق راحته، ونمضي سويا في رحلةماتعة مع آيات القرآن الكريم، نكتشف من خلالها التوجيهات الربانية التي تخلصنا منهذه الضغوطات، وتحفظنا من آثارها المدمرة، وترشدنا إلى كيفية التعامل معها عندوقوعها، وترسم لنا الطريق نحو السعادة وراحة البال. القرآن الكريم مصدر السعادة،ومنبع الطمأنينة، فمن عاش متمسكاً بآياته مستشعراً عظم معانيها لن يكون فريسة سهلةلما يسمى بأمراض العصر النفسية، ولن تجد الكآبة منفذاً تتسلل من خلاله إلى نفسه، ولنيكون أسيراً لتجارب فاشلة أقعدته عن العمل والعطاء، ولن يعبأ بمخاوف مستقبلية تحيلحياته إلى جحيم. والله - العلي القدير – أسأل أن يعيننا على تدبر آيات كتابه، ويوفقناللعمل بها، ويتقبل منا صالح الأعمال والأقوال، ويجعل هذا الكتاب خالصاً لوجهه الكريم،وينفع به عباده، والحمد لله رب العالمين.