في هذا العمل استطاع أحد أهم روائيي جيل ما بعد التأسيس في المغرب الحديث –مرحلة ما بعد الإستقلال- الكاتب والسيناريست "يوسف فاضل" أن يوظف عناصر الفانتاستيك والتخييل الذاتي ليقدم للقارئ نصاً ساخراً يكشف عن تناقضات مرحلة بكاملها من عمر المغرب الحديث، تبرز موقف الراوي من العالم، من خلال التقاطه لأبرز المغرب الحديث، تبرز موقف الراوي من العالم، من خلال التقاطه لأبرز مفارقاته، وهجائه لنقائصه عبر سيرة المهرج بلوط " صاحب الجلابية والطربوش الأحمر.. إنه بلوط مهرج الملك الخاص. ترتكز الرواية على موضوعة [الضحك] وتأثيره في حياة الناس يقول بلوط: قد تجد شخصاً لم يبك في حياته. ولكنك لن تجد شخصاً لم يضحك في حياته. الحيوان لا يضحك، الضحك في الإنسان، إذا لم يضحك من الفرح فإنه يضحك من الهم، يضحك من جلوسه ووقوفه، من صمته وكلامه، الضحك في قلبه وعقله. ولكن مهما كان الإنسان ضحاكاً إلى هذا الحد، فإنه لا يستطيع أن يضحك نفسه بنفسه. مهما هرش تحت إبطه فإنه لا يضحك، لأنه لا يعرف من أين يأتي الضحك: من العقل أو القلب أو المرارة؟ (...) وطالما ظل الأمر على هذا النحو فسيكون لنا دائماً نحن المهرجين مكان بارز في حياة الناس، وفي قلوبهم/ سيكونون دائماً مدينين لنا في بقائهم أقوياء ومعافي العقل والبدن.." وأضاف ".. نعم أنا مهرج ومهمتي إضحاك الملك، رغم الستين التي أشرفت عليها ما زلت مطلوباً في السنوات الأخيرة، لم يعد هناك الكثيرون ممن يجرؤون على المبالغة في التعامل معي كما في السابق، كالهروب بملابسي أو رشقي بقشور الفواكه(...) عليَ دائماً أن أخفي مشاعري الحقيقية وأن أتقبل سخرية الآخرين وتعسَفهم عن طيب خاطر. هذا جزء من عملي، انا مهرج، نعم، ولكن خلف قناع التهريج الساحر تقبع نقمة عميقة، حقدي على البشر لا حدود له".