من كل أربعة أفراد يعيشون حولك ربما يعاني فردًا من اضطراب نفسي. وهذا الإنسان قد يكون ضمن أفراد أسرتك أو جيرانك أو يسكن معك في الحي ذاته، أو يزاملك في المدرسة أو الجامعة أو العمل أو النادي، أي أن مئة مليون إنسان في العالم العربي، وعشرين مليونًا في المجتمع المصري، يعانون من اضطراب نفسي ما، ونصف هؤلاء تقريبًا يعانون من الاكتئاب، وغالبهم لا يتلقى الرعاية النفسية المتخصصة، خاصة إذا كان يعيش في مجتمع يفتقر إلى أساسيات الرعاية النفسية مثل مجتمعنا.البنت سريعة الغضب تُتهم بأنها "قليلة الأدب" والتي تقطِّع جلدها بالموسى تُتهم بأنها "ملبوسة"، والولد الذي يتعاطى المخدرات يقال عنه "مدلل"، والرجل الذي ينعزل اجتماعيًّا أو يخاف الخروج من البيت يتَّهم بالضعف. وعليه، تظل المعاناة ملازمة لحياة هؤلاء، لأن من يعانون من الاضطرابات النفسية يُعاملون غالبًا بطريقة تزيد من معاناتهم، مثل عدم الاعتراف باضطرابهم النفسي أو لومهم عليه أو إهمالهم بسببه، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى اضطهادهم، ما يجعلهم يسببون المشكلات لأنفسهم أو للمحيطين بهم.هذا الدليل إذًا للجميع، للمتخصصين وغير المتخصصين. فهو -من ناحية- دليل لمن أراد العمل بمجال المساعدة النفسية العامة أو العلاج النفسي المتخصص، ومن ناحية أخرى هو دليل لمن يعانون من اضطرابات نفسية، ولمن لا يعانون منها، فهو مفيد لكل من له فرد من أسرته أو قريب أو صديق يعاني من اضطراب نفسي، ومهم للآباء والأمهات يساعدهم على حماية أبنائهم وبناتهم من المشكلات النفسية عبر الاكتشاف المبكر، ومفيد للمدرسين والمدرسات للتعرف على الطلبة الذين ربما يعانون من مشكلات نفسية، وللمديرين وموظفي الموارد البشرية ليتعرفوا على الجوانب النفسية لبعض موظفيهم من أجل بيئة عمل أفضل.