SnoonuSnoonu
icon
SnoonuSnoonu

En

icon
icon

جميع الأقسام

icon
icon

في الشعر الجاهلى 6765801

0 ر.ق

مظاهرات عارمة عمّت شوارع القاهرة، وخرج الآلاف من الجامعة المصرية غاضبين إثر صدور هذا الكتاب سنة 1926م، حرَّك متنُ البحث الأكثر جرأة في التاريخ المُعاصر بعضهم، وحرك البعض الآخر الحشد الوفدي على صفحات الجرائد وفي البرلمان الذي ناقش عدة مرات مُعاقبة طه حسين على هذا الخروج عن النص، ما استدعى الردود المتتالية من شيخ الأزهر وعشرات الشيوخ والكُتاب، ليضطر بعد عام أن يُنقحه ويُزيل ما أغضبهم ويُصدر نسخة "مؤدبة" بعنوان "الأدب الجاهلي" تمتثل لشروط المجتمع الهانئ بالاستقرار والذي لا تخدشه أفكار وأبحاث قد تُقلق سلامهم ومناطق أمانهم. لكنه في الحقيقة كان قد ألقى ذلك الحجر في مياههم الراكدة، ورفع السقف عاليًا للمُفكرين والباحثين الجادين ليُكملوا رحلة الزحف نحو عصر النهضة المصرية والعربية، ومضى. لكنك ستعجب -عزيزي القارئ- أن خصمه اللدود كان أول المُدافعين عنه، فبعد وفاة العقاد عام 1964، أدلى طه حسين بحوار للأهرام، قال: "الذي لا أنساه ولن أنساه ولا يُمكن أن أنساه عن العقاد هو موقفه في أزمة كتاب الشعر الجاهلي، عندما ثار مجلس النواب عليَّ أكثر من مرة، في أيام الوفديين كلهم كانوا ثائرين، ولكن العقاد النائب الوفدي حينئذ دافع عني دفاعًا حسنًا، وكان وفديًّا صميمًا، وأيام محاولة إخراجي من الجامعة قام العقاد وقال لهم، على مهلكم، فأنتم إذا أخرجتم فلانًا من الجامعة فلن تجدوا من يستحق أن يجلس مكانه". وبعد ما يقرب من مئة عام نُعيد، بكثير من الحرص والدقة، نشر النص الأصلي، للكتاب الذي أحدث تلك الطفرة في كل مناحي حياتنا الثقافية.