يُسلِّط هذا الكتاب الضوء على التغيرات العالمية الحادثة كإرهاصات للعصر الحديث من منظور إقليمي يركِّز على منطقة شرق المتوسط التي تصاعدت فيها وتيرة الصراعات جرَّاء صعود العثمانيين إلى واجهة الأحداث في العالم الإسلامي، واختلال موازين القوى. وقد شكَّل هذا الموضوع علامة فارقة؛ إذ وضعت تلك الفترة الزمنية الأساس لأحداث العصر الحديث وصراعاته. وقد ظل العثمانيون في منطقة الشرق الأدنى ينافحون عنه أمام تدخل القوى الأجنبية حتى هزيمتهم في الحرب العالمية الأولى، وتقسيم الأراضي الإسلامية بين القوى الاستعمارية الأوروبية؛ وهو ما نعاني من تبعاته حتى اليوم.