تشكّل سوسيولوجيا الإسلام مجالاً استراتيجيّاً جديداً من مجالات البحث، والتعليم، والجدل الواقع في تقاطع دقيق بين تنوّع من التخصّصات المعرفية، من بينها علم الاجتماع، والتاريخ، والدراسات الإسلامية، والأنثروبولوجيا، والديانات المقارنة، والتحليلات الحضارية المقارنة. لذلك، تعدّ تغطية هذا المجال من الدراسة في الواقع مشروعاً طويل الأمد، سعى من خلاله أرماندو سالفاتوري إلى تقديم تحليل لمدى احتياج سوسيولوجيا الإسلام كمجال ومشروع إلى بحث وتحقيق في مقاربة إسلامية متميّزة لبناء أنماط من سلوكيات الحياة والأنشطة الاجتماعية التي يمكن أن تندرج تحت عنوان "المدنية"، وذلك عبر إطار مقارن حافل برؤى عن التشابكات والتفاعلات الكثيفة والعوالم الحضارية الأخرى. ولا تقع هذه العملية بمعزِل عن مؤسّسات الحكم المتغيّرة إلى حدٍّ كبير والمرنة في الغالب. من هنا، جاء مجال هذا الكتاب معنيًاً بعرض مسار التطوّرات التي تجلّت في التاريخ والمجتمع الإسلامي عن معادلة المعرفة - السلطة الحضارية بطرائق أصلية ومرنة في أغلبها. تلك التطوّرات التي انبثقت عن تنوّع من تفاعل العوام والنخب في الأوساط الحضرية والزراعية والبدوية.