إنها سيرة نابضة وملهِمة لمناضلة مصرية على خلفية التغيرات الكبيرة التي حدثت للحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية في مصر منذ خمسينيات القرن العشرين وحتى ثورة يناير 2011. عاشت الناشطة النسوية نولة درويش حياة عامرة بالأحداث، فقد نشأت في أسرة يهودية مصرية، لأم وأب اختارا الانحياز إلى قضايا الشعب المصري واعتنقا الإسلام، وكان والدها عضوًا في الحزب الشيوعي المصري ومحاميًا معروفًا بالدفاع عن حقوق الطبقة العاملة، وشاركته والدتها هذه الحياة عن اقتناع، فسُجن الأب عدة مرات لسنوات طوال، ودفعت الأسرة كلها ثمنًا باهظًا لهذا الاختيار. بعد حصول نولة درويش على الليسانس في الآداب الفرنسية والتربية، تنقلت بين الوظائف، فعملت مُدرسةً للغة الفرنسية، وعاشت في القاهرة والجزائر وبراغ وموسكو، وتعرفت على مناضلين من بلاد عدة، وناضلت بصور مختلفة، وشاركت في الحياة الحزبية في مصر والعمل العام من خلال منظمات المجتمع المدني للدفاع عن حقوق النساء، ونشرت مقالات تدافع عن حقوق الإنسان بصفة عامة، وعن حقوق النساء بصفة خاصة، وشاركت في تأسيس مؤسسة المرأة الجديدة.