ولولة اخترقت أُذني، فلم أنكرها، فكم قابلتها في هذا المكان المتسربل بأردية الحُزن، المُزدحم بأجساد هزيلة، تصلح صفرتها لونا رسميا لأبناء ريف مصر على مدى قرون. صعدت سلالم المُستشفى الجامعي بالمنصورة، مبنى عتيق مُرمم، تبث جدرانه كآبة واسعة تناسب زمنا محزنا نندهش أننا عشناه. امتلأت ضجرا من هذا المُدير كالح الوجه الذي تستفزه كُل أنثى طموح، فيزدريها كزائدة دودية لا يعرف طبيب متخصص في الأمراض الباطنية قيمة وجودها.