SnoonuSnoonu
icon
SnoonuSnoonu

En

icon
icon

جميع الأقسام

icon
icon

علوم اليونان وسبل انتقالها إلى العرب 765733

0 ر.ق

في العصر الذي ورث فيه العربُ ثقافةَ اليونان الأقدمين، كان الفكرُ اليونانيُّ مُنصرفًا إلى العِلم بوجهٍ خاص، وكانت الإسكندريةُ قد حلَّت محلَّ أثينا، وكانت الثقافة الهيلينيَّةُ ذاتَ نزعةٍ أقرب ما تكون إلى النزعة الحديثة. وهذه النزعة كانت الطابع الذي اتسمت به الإسكندريةُ وعلماؤها بطريقٍ مباشر، وما كانت هذه النزعة إلا نتيجةً منطقيةً لتأثير أرسطو الذي كان قبل كلِّ شيءٍ معنيًّا بدراسة الطبيعة في أناةٍ وصبر. وكان في الواقع مؤسسَ العِلم الحديث. على أن بذور هذه النزعة كانت كامنةً في تأمُّلات الفلاسفة الواغلين في القِدَم في بحوثهم عن أصل الكون ومنشأ سُكَّانه، من حيوانٍ وإنسان. ولكن أرسطو هو الذي ابتكر ما يُمكن تسميتُه بالمنهج العلميِّ. وقد عاش الفكر اليوناني المشتغل بالعلوم ردحًا طويلًا من الزمان في العالم قبل أن يصل إلى العرب. وفي هذه الأثناء كان قد انتشر في الخارج في مختلف النواحي، وعلى ذلك فليس من عجبٍ أن يصل إلى العرب عن أكثر من طريق. فقد وصلهم أولًا ومن أقرب السبل عن طريق المسيحيِّين من الكُتَّاب والمُفكرين والعُلماء السوريانيين، ثم عكف العرب على المصادر اليونانية الأصلية وتعلَّموا منها من جديدٍ كلَّ ما كانوا قد عرفوه من قبل بعد أن صحَّحوا وحقَّقوا معلوماتهم السابقة. وهناك وسيلة غير مباشرة لانتقال العلوم اليونانية إلى العرب عن طريق الهند. هذا وقد كانت هناك مصادر ثانوية مُتفرقة للعُلوم اليونانية، لا نعرف عنها إلا القليل. ندعوك - عزيزي القارئ - بهذا الكتاب إلى رحلةٍ تاريخيَّة للتعرُّف على الفكر والفلسفة والعلوم التي أتقنها اليونانُ، والإبحار مع حمَلة هذه العلوم والفلسفات إلى المُتلقين العرب في تلك العصور البعيدة.