المنتج غير متاح في هذا الموقع. اختر منتجًا آخر أو غيّر عنوان التوصيل
صدر عن سلسلة "أطروحات الدكتوراه" في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب أهمية النفط والغاز في العلاقات الجزائرية - الأوروبية (1956-2013) يحلل فيه مؤلفه العربي العربي متغيرَي النفط والغاز ويسلط الضوء عليهما في محاولته إبراز أهميتهما في رسم مسار العلاقات الجزائرية - الأوروبية، حيث إن بدايات هذه العلاقات لم تكن مع اكتشاف الوقود الأحفوري والغاز الطبيعي في الجزائر، بل هي علاقات امتدت إلى عصور قديمة وغابرة فرضها القرب الجغرافي أحيانًا، والحتمية الاقتصادية في أحايين أخرى. كانت هذه العلاقات مدعاة للتعاون السلمي أو ساحات لحروب طاحنة سجّل التاريخ أحداثها بحروف من دم، يصعب عليه أن يمحوها من الذاكرة الجمعية لدول الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط. اعتمد المؤلف في دراسته على ما أتيح له من أرقام ومعطيات للإجابة عن إشكاليتين جوهريتين: هل كان متغيرَا النفط والغاز المحددَين الأساسيين لمعالم السياسة الخارجية الجزائرية تجاه الاتحاد الأوروبي، سواء في فترة ارتفاع الأسعار أو انخفاضها؟ وهل استطاع صانع القرار الجزائري توظيف هذين العنصرين توظيفًا إيجابيًا ليكسب القضايا التفاوضية والملفات الشائكة مع "النظير" الأوروبي الذي كان حليفًا دائمًا لمسالك النصر السياسي والاقتصادي؟ النفط في العلاقات الجزائرية - الأوروبية يتألف الكتاب (440 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) من ثلاثة فصول. في الفصل الأول، "العلاقات الجزائرية - الأوروبية وموقع النفط فيها"، يتناول العربي العلاقات الجزائرية - الأوروبية، خصوصًا الفرنسية منها، عندما تمّ اكتشاف النفط في صحراء الجزائر، وبعد أن طرحت الدول الأوروبية مقاربات جديدة بهدف فصل الصحراء عن الشمال والاحتفاظ بها، وإصدارها قانون النفط الصحراوي وانعكاساته السلبية على قطاع المحروقات، إلى جانب سياساتها الأمنية المنتَهجة لمواجهة الضربات القاصمة من جبهة التحرير الوطني، وعزمها على بقاء الجزائر واحدة غير مقسَّمة وفق الدعاية الفرنسية، والتي فحواها مفادها أنّ الصحراء بحر داخلي يحقّ لجميع الدول المتاخمة استغلال الثروة الموجودة في باطنه. وُوجِهت هذه الدعاية باستراتيجيا مضادة انتهجها الجزائريون وترتكز على شقين أساسيين: الأول عسكري يعتمد على الرصاص وتغيير موازين القوى في الميدان، والثاني سياسي دبلوماسي على المستوى الخارجي. ويوضح المؤلف، أيضًا، كيف كان النفط عاملًا من العوامل التي زادت في قوة ثورة التحرير للمطالبة باستقلال الجزائر وشراستها، وكيف أنه كان آلية من آليات تشبّث السلطات الفرنسية بأن الصحراء غير جزائرية، ويجب أن تظلّ فرنسية. ويرى العربي أنّ حصول الجزائر على استقلالها دفعها إلى مواصلة معارك الاستقلال، فاتخذت قرار التأميم، ثم تابعت المشوار من خلال سياسات تثمين المحروقات، ودفاعها عن هذه الموارد على المستوى الدولي من خلال دعوتها إلى إقامة نظام اقتصادي دولي جديد. يقول العربي: "إن ادعاءات السلطات الاستعمارية بأنّ الصحراء وطن لا شعب له، ويحق على كل الدول المتاخمة استغلال ثرواته التي يمكنها أن تغطي الحاجات الأوروبية من الطاقة، بل إنها البُعد الخلفي للأمن الأوروبي وقاعدته القوية في مواجهة التهديدات التي يمكنها أن تزعزع استقرار وأمن القارة العجوز، لم تصمد أمام عزيمة المفاوض الجزائري في المطالبة بالصحراء وثرواتها على أنها جزء لا يمكن التنازل عنه مهما كلف ذلك من مال وأرواح. فكانت اتفاقيات إيفيان واتفاقيات الجزائر عنوان هذا التحدي، وبرهانًا على شراسة المعركة الدبلوماسية بين المفاوض الجزائري وصانع القرار الفرنسي".