تتعرض مكتبة تيرانوفا لخطر الزوال عام 2014، بعد أكثر من ستين عامًا على مقاومتها لأقسى العواصف في تاريخها. وما إن يعلن بطل الرواية "بيشينثو فونتانا" عن التصفية النهائية لمكتبته، حتى يدرك أن حياته وذاكرته مهددتان بالاختفاء معها، فالمكتبة لم تكن بيتًا له فقط مثلما كانت مسكنًا لوالديه "أمارو" و"كومبا"، بل كانت الحاضن لذكرياته مع خاله "إليسيو" ومع صديقته "غاروا" الأرجنتينية وكثيرين غيرهم. وطالما كانت المكتبة الملجأ الدائم للمعارضين والمضطهدين، والمقر الحامي لكنوز الثقافة المهرّبة عبر الحدود والبحار، وللكتب الممنوعة من قبل السلطات. رواية تيرانوفا في يومها الأخير تتخطى حدود إغلاق مكتبة، لتروي قصة شخصيات أُغلقت أمامها دروب الحياة ولم تستسلم، وعانت في زمن الديكتاتورية من إقفال مسارات الثقافة والسياسة والحرية، لكنها قاومت بشتى السبل.