عربى
Doha, Qatar
Select your delivery address
Availability of shops and products will depend on your address
مبدئياً، بائع الحليب شخص متواضع ومسالم لا يهابه أحد، لكن الأمر يختلف في الرواية هذه كلياً. أولاً لأن هذا الرجل الذي يطوف في شوارع المدينة خلف مقود شاحنة بيضاء صغيرة ليس بائع حليب حقيقياً. ثانياً، لأنه يملك سلطة في محيطه لا حدود لها، ومَن ينتقده أو يقاوم سلطته يصبح فوراً شخصاً مشبوهاً، لا بل خائناً. رجل لا يتردد في تهديد أي فتاة يتحرش بها بقتل حبيبها إن تجرأت على صده، كما يحدث مع الراوية، وهي فتاة في سن الثامنة عشرة مهووسة بالقراءة إلى حد ممارستها في كل مكان، بما في ذلك أثناء سيرها. في هذه الرواية المكتوبة بصيغة المتكلم والفاتنة شكلاً ومضموناً، نرى هذه الفتاة، غير المسماة إلا بصفة “الأخت الوسطى”، تفعل ما في وسعها لمنع أمها من اكتشاف علاقتها بذلك الذي يحضر تحت تسمية “الحبيب المحتمل”، وأيضاً لإخفاء (على الجميع) أن “بائع الحليب” أوقفها يوماً في الشارع، ومذ ذاك بات ينتظر مرورها في أماكن مختلفة للتحرش بها. لكن حين يكتشف زوج أختها أمر هذه اللقاءات التي تمقتها، يشيع الخبر فتتسلط الأضواء عليها وتصبح محط اهتمام الجميع وموضوع نميمتهم، وهو أمر خطير في المحيط الذي تعيش فيه.