عربى

icon

Doha, Qatar

SnoonuSnoonu
icon
SnoonuSnoonu

عربى

icon
icon

Everywhere

icon
icon

فلسطين وجاراتها

0 QR

قامت في هذا القرن وما قبله حروب، استذلَّ المنتصرون فيها الأُممَ المهزومة، فجرَّدوها من أسلحتها، وفرضوا عليها تعويضاتٍ باهظة أو مُحتمَلة، ولكنهم لم يطردوا المهزومين من ديارهم، ولم يفرضوا عليهم فقدانَ أوطانهم، وانتهى أمر المهزومين بأن قاسوا آلام الهزيمة زمنًا ما، وبقوا في أوطانهم يعملون ويكدّون حتى التأمتْ جراحُهم، وعادوا كما كانوا أُممًا، لها طابعها وكرامتها وقوتها، تعيش في أرضها حُرَّة، بعد أن عوقبت عقاب الهزيمة المؤقَّت. ولم نسمع قط أن أُمَّةً ذات حضارة وتاريخ، تُعاقَب - بلا جريرة - بالطَّرد والتَّشريد، والفقر والحرمان، والذُّل والمَهانة، والتعرُّض للأمراض الفتَّاكة وتُترَك هائمةً على وجهها، تطلب الغوثَ ولا مُغيث، والعون ولا مُعين، وقد فُرض عليها الانحلال والفناء. هذا هو وضع فلسطين، وهذا هو حظُّها من الحياة، ونصيبُها من مدنيَّة القرن العشرين! ولما كانت نكبةُ فلسطين غير قاصرةٍ عليها، والشر الذي حاقَ بها سيجتاحُ جاراتها، إن عاجلًا أو آجلًا، فمن الواجب علينا أن نبسِّط الحقائق ونتدارسها، ونُبيِّن كيف حيكتْ الدَّسائسُ وكيف نُفِّذَت المؤامراتُ. وكيف ضاع هذا البلدُ العربي، وشُرِّدَ أهلُه في الآفاق، وكان لزامًا أن نفهم الصهيونية على حقيقتها، وأن نتعرف الصِّلة بينها وبين دين اليهود، ويقتضينا البحثُ أن نبدأ بذِكر طرفٍ من تاريخ ظهور أديان التَّوحيد الثلاثة: اليهودية والمسيحية والإسلام، بادئين بأبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السَّلام.