عربى

icon

Doha, Qatar

SnoonuSnoonu
icon
SnoonuSnoonu

عربى

icon
icon

Everywhere

icon
icon

جيف بيزوس رجل الأعمال الذي غير العالم

0 QR

جيف بيزوس رجل الأعمال الذي غير العالم بقلم كريس ماكناب .. يمكننا القول دون مبالغة إن «جيف بيزوس» هو أحد أكثر الأفراد الاستثنائيين الذين حققوا نجاحًا باهرًا في العصر الحديث، لكن يظل من الواجب اتخاذ أقصى درجات الدقة فيما يتعلق بهذا الأمر؛ إذ يميل الكُتاب الذين يسردون السير الذاتية للشخصيات العامة البارزة لمنح أهمية كبرى لكل تفاصيل رحلتهم نحو النجاح والتركيز بشكل مفرط على التقلبات والمنعطفات التي واجهتهم. فالحياة غالبًا ما تتضمن سلسلة من الأحداث والتجارب التي لا يمكن التنبؤ بها، والتي تبدو غير مترابطة ويمكن أن تعكس إحساسًا بالفوضى أو بافتقارنا إلى السيطرة على ظروفنا، ومن خلال التفكير في أحداث وتجارب حياتنا وإعادة سردها، يمكننا عندها فقط ربط حلقاتها معًا بطريقة منطقية تعكس لنا قصة متماسكة ذات غرض ومضمون. وفي حين أنه من المهم الاعتراف بالجهود التي بذلها الفرد والقرارات التي اتخذها في سبيل تحقيق النجاح في هذا العالم، الذي يزخر بالفرص التي لا حصر لها، لا بد أيضًا من الإقرار بالدور المهم الذي تلعبه المصادفة في حياتنا، والتي قد تدفع شخصًا ما إلى اعتلاء قمم المجد على عكس آخر قد تكون لديه الإمكانات نفسها. وفي «النمذجة المنطقية» نسمي هذا التوجه الخطأ «تحيز البقاء»؛ والذي يتجاهل تأثير العوامل الخارجية على النتائج المحققة. وهنا، يميل المراقبون تلقائيًّا إلى التركيز بشكل بارز على هؤلاء الأفراد المتفوقين ذوي الموهبة النادرة، ويعزون إنجازاتهم إلى أفعالهم وقراراتهم الفردية، ويرون أنها هي المكون السري للنجاح. والمشكلة أن هذا المنظور يتجاهل حقيقة أن هناك العديد من الأفراد الآخرين الذين اتخذوا إجراءات مماثلة لكنهم لم يحققوا المستوى نفسه من النجاح، وغالبًا ما يكون هؤلاء الأفراد غير مرئيين. وهناك العديد من العوامل الخارجية التي يمكن أن يكون لها تأثير على نجاح رائد الأعمال أو فشله؛ إذ يمكن للأسباب الفردية الخارجة عن إرادته - كمرض أحد الوالدين لبضعة أشهر، أو عملية استحواذ مضللة، أو تهديد قانوني مفاجئ، أو حريق في أحد المستودعات – أن تتسبب في سلسلة من الأحداث المؤسفة، التي تؤدي بدورها إلى نتائج مدمرة مثل الإفلاس أو إغلاق الشركات. ونحن بصفتنا مراقبين نفضل التركيز على القلائل الذين حققوا نجاحات باهرة، بينما نتغاضى في الوقت نفسه عن الإخفاقات العديدة لبعض رواد الأعمال الآخرين.