عربى
Doha, Qatar
Select your delivery address
Availability of shops and products will depend on your address
حاول إحسان عباس في هذه الدراسة أن يقدم صورة عن النقد الأدبي عند العرب منذ أواخر القرن الثاني الهجري حتى القرن الثامن، أو من الفترة الممتدة بين الأصمعي وابن خلدون-في مشرق العالم الإسلامي ومغربه-وقد اتبع فيها منهج التدرج الزمني، لأنه يعين على تمثل النقد في صورة حركة متطورة، بين مد وجزر. وقد عمد إلى التوقف عند القضايا الكبرى، معرضاً عن جزئيات الأمور التي تصرف الدارس عن إبراز الدور "الفكري" للنقاد العرب. وإذا كان هم الباحث منصرفاً إلى إقامة كيان للنقد الأدبي عند العرب، كان لا بد له من الاستقصاء في المصادر، المطبوع منها والمخطوط على السواء. والاحتكام إلى أساس شمولي في النظرة الكلية إلى ذلك، ولهذا السبب لم تقصر الرؤية على من عرفوا بالنقد التطبيقي مثل الآمدي والقاضي الجرجاني وابن الأثير، بل درس من كان لهم نشاط نظري في النقد مثل الفارابي وابن سينا وابن خلدون، محاولٍ في كل خطوة أن توجد-حتى عند النقاد التطبيقيين-الأسس النظرية الفكرية التي كانت توجه النقد لدى كل منهم، وبغير هذا التصور تظل دراسة النقد الأدبي عند العرب وصفاً سطحياً أو تلخيصاً مبتسراً للآثار التي خلفوها.